انسحاب الهلال من السوبر السعودي- تداعيات وقرارات منتظرة

بعد "انسحاب أو اعتذار" نادي الهلال عن خوض منافسات كأس السوبر السعودي، والمدرجة ضمن جدول فعاليات الموسم الرياضي الجديد، تبرز جملة من الاعتبارات الهامة التي تستوجب التدقيق والتمحيص، قبل الشروع في تطبيق اللوائح والقوانين ذات الصلة بمثل هذه الحالات. بمعنى أدق، يتعين على الجهة التشريعية المنظمة لهذه البطولة، والمسؤولة عن إصدار القرارات، أن تدرك مسبقاً أن هذه الواقعة قد تتكرر في المواسم القادمة، وأن يظهر نادٍ آخر يحذو حذو الهلال، ويدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم في سلسلة جديدة من الجدالات حول القرارات المتخذة. لذا، من الضروري دراسة كافة الجوانب والدوافع التي استند إليها الهلال في قراره بالانسحاب من البطولة؛ ومن ثم اتخاذ القرار الذي يتماشى مع أنظمة وقوانين اللعبة، مع تقديم شروحات مفصلة حول جميع جوانب القرار. وبعبارة أخرى، لن يكون مقبولاً لدى الأوساط الرياضية، أن يكتفي الاتحاد السعودي لكرة القدم، ممثلاً بلجنة الانضباط، بفرض غرامة مالية أو عقوبة مالية مع الإيقاف عن المشاركة في السوبر لمدة موسمين، إذ تتطلب كافة هذه القرارات توضيحاً مستفيضاً وتثقيفاً للجمهور الرياضي، وذلك لتجنيب الاتحاد السعودي لكرة القدم الوقوع في دائرة الشكوك حول نزاهة قراراته. إن قرار الهلال بالنكوص عن المشاركة في بطولة السوبر يُعد قراراً متعجلاً، ولم يخضع للدراسة المتأنية المستحقة، وقد ألقى بظلاله على كامل منظومة الاتحاد السعودي لكرة القدم، ووضعها تحت وطأة ضغط شديد. ومما لا شك فيه أن مسؤولي الاتحاد بذلوا جهوداً مضنية لإقناع الهلال بالعدول عن قراره، وتجنيبهم الوقوع في مأزق التوتر والانتقادات اللاذعة من قبل المجتمع الرياضي. وعلى الرغم من أن الاتحاد السعودي لكرة القدم يملك القدرة على تقييم الوضع ودراسة كافة الأسباب التي دفعت الهلال إلى الانسحاب من السوبر السعودي، فإنه يجب على لجنة الانضباط اتخاذ القرار الصائب الذي يضمن عدم تكرار هذا الأمر مستقبلاً. ومع يقيني التام بأنه في هذه المرحلة بالتحديد، لن يتمكن أي نادٍ آخر من اتخاذ قرار مماثل لقرار الهلال، وذلك لاعتبارات خاصة بالهلال أولاً، ولا توجد لدى أي نادٍ آخر. قد يكون هذا القرار مقبولاً اليوم من الهلال، ولكنه سيكون مرفوضاً غداً من غيره، فالأمر برمته يخضع لتقدير المسؤول عن تنظيم مسابقات كرة القدم في المملكة العربية السعودية. دمتم في أمان الله وحفظه،،